حبيب كحّالة
الفئة: صحافة وميديا
تاريخ الميلاد: 1898
مكان الميلاد: دمشق
تاريخ الوفاة: 1965
__
ولِد حبيب كحالة في دمشق ودرس الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت، وحصل على دبلوم التجارة عام 1918.
عمل في الصحافة فور تخرجه وتميز برؤيته المختلفة وكتابته الناقدة.
بعد شهرين فقط من سقوط الحكم العثماني في سورية أسس حبيب كحالة مع توفيق اليازجي ثالث جريدة عرفتها سورية بعد الحكم العثماني وهي جريدة يومية تُدعى ((سورية الجديدة)) والتي صدر عددها الأول يوم 27 كانون الأول 1918. وبقيت تصدر حتى منتصف العشرينيات إلى أن تم إغلاقها من قبل السلطات الفرنسية بسبب دعمها للثورة السورية الكبرى ومناصرتها لقائدها سلطان باشا الأطرش.
لكن مشروع حبيب كحالة الصحافي لم يتوقف هنا بل تطور وتبلور بتأسيس ما هو أكثر نضجا وأعمق أثرا بالسوريين.. وهو مجلة «المضحك المبكي» التي صدر أول عدد منها عام 1929 واستمرت في الإصدار نحو 37 عاما.
و«المضحك المبكي» هي مجلة سياسية كاريكاتورية أسبوعية وصلت ليد جميع أطياف المجتمع لأنها تخاطب بأدائها ومحتواها عموم المواطنين السوريين وليس النخبة فقط. وهي تجربة ذات أهمية كبرى في وجدان الشارع السوري وفي الصحافة العربية عامة إذ تم اعتبار هذه المجلة الرائدة من نوعها أساس الصحافة الساخرة في المنطقة العربية.
وقد خصص حبيب كحالة عددا من الصفحات لفن الكاريكاتير وهو ما يعتبر عملا سباقا وخلاقا في تاريخ الصحافة السورية، وكان الرسام المعروف في مجال الكاريكاتير توفيق طارق هو من يرسم صور الغلاف الأول والأخير.
مما ورد في التعريف العام بالمجلة في العدد الأول بقلم حبيب كحالة نفسه:
“إننا نعاهد القارئ أن تكون المجلة صريحة، صادقة، ولو أغضبت البعض. ولا نجعل موقفنا موقف الأحنف الذي كان يسمع مدح الشعراء ليزيد بن معاوية وهو ساكت. فلما سأله معاوية: مالك ساكت يا أبا بحر؟” قال إنني أخاف الله تعالى إذا كذبت، وأخافك إذا صدقت! فنحن سنسعى إلى أن نخاف الله في صراحتنا، وأما عبيد الله، فإذا غضبوا ونحن نقول الحقيقة، فليشربوا البحر.”
كان حبيب كحالة مشروعا مقاوما لا يكل من مناكفته للاحتلال وذيوله، ولا يفتر عن توسيع هامش النقد والمقاومة الراقية، وكانت أداته هي الكلمة والنقد والساخر الذي بثه أسبوعيا في «المضحك المبكي»، التي انتشرت بشكل ضخم فأصبحت عبئا على الاحتلال بما خلقته من استهزاء به وتصغير لهيبته. مما جعل حبيب يتعرض للاعتقال ويتم إغلاق مجلته عدة مرات بسبب الرسوم الكاريكاتيرية التي نبهت المواطن باستمرار لما يحاك ضده من مؤامرات في أصعب فترات تكوين الهوية السورية والعربية.
بقيت المجلة تعمل (على الرغم من تعطيلها عدة مرات) حتى وفاة كحالة حيث أصدرت السلطات السورية في زمن البعث على الفور أمراً بإلغاء ترخيص المجلة وإيقافها عن العمل.
أصدر حبيب عدة جرائد أخرى مرافقة للمضحك المبكي أو بديلة عنها في أوقات إيقافها.. منها جريدتي «ماشي الحال» و«دمشق» ومجلة «المصور» المصورة وغيرها.
شارك كحالة بتأسيس نقابة الصحفيين السوريين واكتسب شعبية كبيرة لدفاعه عن الحريات والمواطنة، فنال ثقة كبيرة من الشعب السوري أدت إلى انتخابه نائباً عن دمشق عام 1947 ضمن قائمة الحزب الوطني في البرلمان السوري، في أول انتخابات نيابية جرت في البلاد بعد جلاء الاحتلال الفرنسي.
توفي حبيب كحالة في 22 كانون الأول عام 1965.