فتحي محمد قباوة
الفئة: فنون وموسيقى
تاريخ الميلاد: 1917
مكان الميلاد: حلب
تاريخ الوفاة: 1958
__
يُعَدُّ الفنان والنحات السوري فتحي محمد قباوة من أبرز رواد الفن التشكيلي في سوريا خلال القرن العشرين، حيث أسهم بشكل جوهري في إحياء فن النحت وتطويره بأسلوب معاصر يجمع بين الواقعية والانطباعية.
وُلد فتحي محمد قباوة في حي الشماعين الشعبي بمدينة حلب عام 1917.
فقد والده وهو لا يزال رضيعا، ثم توفيت والدته عندما كان في الثانية عشرة من عمره مما اضطره للعمل مبكرا لإعالة نفسه ومتابعة دراسته.
بدأ حياته المهنية بحفر الخشب، مما ساعده على تطوير مهاراته الفنية الأولى. تأثر في بداياته بأساتذته في مدرسة التجهيز الأولى، مثل منيب النقشبندي وغالب سالم ووهبي الحريري، الذين ساعدوه على صقل موهبته في الرسم والنحت.
الدراسة والتكوين الفني
في عام 1944 فاز بجائزة المجمع العلمي العربي بدمشق عن تمثاله لأبي العلاء المعري، مما لفت انتباه الأديب طه حسين، الذي أوصى بإيفاده إلى مصر للدراسة.
التحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا بالقاهرة قسم التصوير بين عامي 1944 و1947. رغم الصعوبات المادية التي واجهها، استمر في دراسته، حتى أنه اضطر لبيع بعض كتبه وجوائزه.
في عام 1948 أوفدته بلدية حلب إلى روما لدراسة النحت، حيث أذهل لجنة القبول بإنجازه امتحانه الأول في يوم واحد بدلا من ثلاثة أيام، مما أهّله لدخول السنة الثانية مباشرة.
تخرج عام 1951 بدرجة شرف وواصل دراسته في فن الميدالية والتصوير الزيتي حيث أنجز عدة ميداليات أبرزها ميدالية “الغفران”.
الأعمال الفنية والإنجازات:
تميّزت أعمال فتحي محمد بالدقة والواقعية، مع ميل واضح للصياغة التزيينية المستمدة من مهارته في الحفر على الخشب واطلاعه على منجزات النحت الإغريقي والروماني والإيطالي.
من أبرز أعماله:
تمثال أبو العلاء المعري (1944)، الموجود في دار الكتب الوطنية بحلب.
تمثال سعد الله الجابري (1948).
تمثال الشهيد عدنان المالكي في دمشق.
تمثال “المفكرة” (1950)، الذي نال إعجاب أستاذه في روما.
تمثال “اليافع”، الذي حصل به على شهادة الدبلوم بدرجة شرف.
أعمال نحتية أخرى مثل “المضطجعة”، “الموجة”، “الخريف”، وميداليات متنوعة.
كما أنجز عشرات اللوحات الزيتية والرسوم الكاريكاتورية، وأسهم في توضيح وتزيين مؤلفات أدبية وشعرية.
رغم وفاته المبكرة في سن الحادية والأربعين بسبب مرض السرطان، ترك فتحي محمد إرثا فنيا غنيا ومتنوعا. وهو يُعتبر من أبرز الشخصيات التي أسهمت في إرساء قواعد الفن التشكيلي السوري، حيث جمع بين الموهبة الفطرية والدراسة الأكاديمية، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن العربي.
أُطلق اسمه على مركز الفنون التشكيلية في حلب، وتُعرض أعماله في متاحف عدة، منها متحف حلب ومتاحف في روما والقاهرة. ويذكر بأن عميد كلية الفنون الجميلة في روما قد وصفه بأنه:
“يملك مواهب خارقة حقا، مصحوبة بحب فائق للفن وتواضع كبير” مما يدل على شخصيته الفريدة فعلا فنيا وإنسانيا.