فارس الخوري
الفئة: سياسة واقتصاد
تاريخ الميلاد: 1877
مكان الميلاد: قرية الكفير / جبل حرمون.
تاريخ الوفاة: 1962
__
عالم حقوقي وسياسي محنك، وأحد مؤسسي الدولة السورية المستقلة. كان من قادة الكتلة الوطنية التي حاربت الانتداب الفرنسي.
دَرس بداية في قرية الكفير ثم أكمل في المدرسة الأميركية في صيدا حتى تخرّج عام 1890.
عمل بعدها مُدرّساً في مجدل شمس والبترون قبل أن يلتحق بالجامعة الأميركية في بيروت، حيث تخصص بعِلم الرياضيات.
ثم درّس في نفس الجامعة لمدة عامين بعد تخرجه.
في 1899 توجه فارس الخوري إلى دمشق ليعمل مديراً لمدرسة الآسية، ومُدرّساً في ثانوية مكتب عنبر، ومُترجماً في القنصلية البريطانية.
اهتم فارس الخوري بالحقوق ودرسها بشكل معمق حتى صار مرجعاً في القانون الدولي، عبر القراءة والخبرة ومعاشرة كبار الحقوقيين، دون الانتساب إلى أي معهد.
يعتبر من الآباء المؤسسين لكلية الحقوق في جامعة دمشق، التي بقي يدرس فيها حتى 1940. وقد أصبح عميداً لتلك الكلية.
تنوعت مناصبه السياسية التي خدم فيها بلده وبنى حكومتها عدة مرات بعد الاستقلال.. فمن عضو بلدية دمشق عام 1910 زمن العثمانيين إلى عضو المجلس الانتقالي زمن الشريف حسين عام 1918 ثم وزيراً للمالية وعضواً في مجلس الشورى زمن الأمير فيصل ووزيرا للمعارف زمن الثورة السورية الكبرى إلى رئاسة البرلمان بعد الاستقلال وزعامة هاشم الأتاسي إلى رئاسة الوزراء زمن شكري القوتلي.
من مساهماتها الجليلة:
إنشاء مشروع عين الفيجة عام 1932 الذي أوصل المياه النقية من أنقى ينابيع ريف دمشق لبيوت دمشق.. بتمويل وجهود سورية صميمة.
وتأسيس مصنع الإسمنت في منطقة دمر عام 1933.
من القصص التي تذكر بحق حلمه ووقاره ودماثة خلقه ما رواه عنه الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته:
“ومن عجائب حلمه وسعة صدره ووقاره الذي لا يزلزله شيء أني أقبلت عليه مرة بعد الدرس فقلت له أمام الطلاب: يا أستاذ، ما هذا القرار السخيف الذي وضعته البلدية لتقسيم أرض الدرويشية؟ أليس من العار أن يصدر عن بلدية دمشق مثل هذا الجهل وهذا الظلم وهذا الـ… في عشر مترادفات من هذا النمط ساق إليها نزق الشباب. فلما انتهيت منها قال لي والابتسامة لم تمح عن شفتيه: “أنا الذي وضع صيغة هذا القرار”. وراح يشرح لي مزاياه، ولكني لخجلي لم أستطع أن أستوعب ما قال.
وخرجت من الكلية، فكنت ألقاه في الترام أو ألمحه في الطريق، فأجد من إيناسه لي وسؤاله عني ما يملأ نفسي شكرا. وهذه مزية من مزاياه، يشعر كل من يلقاه أنه صديقه الأوحد وأنه أقرب الناس إليه، وأنه لا يشتغل إلا بذكره ومعرفة أمره”.
توفي فارس الخوري بعد انفصال الوحدة بين سورية ومصر ببضعة شهور، يوم 2 كانون الثاني 1962 مخلفا تاريخا وطنيا حافلا وإنجازات عريضة في بناء الدولة السورية ومجموعة مذكرات جديرة بالقراءة تحت عنوان: مذكرات فارس الخوري.