تأسيس شركة مياه عين الفيجة
الخلفية التاريخية
في أوائل القرن العشرين، كانت مدينة دمشق تعتمد في استهلاك مياه الشرب اليومي على مياه نهر بردى وفروعه، والتي كانت قد طالها التلوث وتعتبر غير صالحة للشرب وقد أدى استهلاكها إلى انتشار العديد الأمراض بين السكان مثل الكوليرا.
وعلى الرغم من العديد من المحاولات لمدّ المدينة بمياه نظيفة، إلا أن هذه الجهود لم تُكلل بالنجاح حتى بداية عشرينيات القرن الماضي.
عين الفيجة
هي بلدة وناحية تقع غرب دمشق في وادي بردى بين السلاسل الجبلية وهي تبعد عن دمشق حوالي 15 كيلو مترا ومن سفوح جبالها يتدفق نبع الفيجة.
كلمة فيجة هي كلمة قديمة قد تعود إلى الكلمة الإغريقية : ((πηγη)) والتي تلفظ “بيجيه” وتعني المصدر أو العين باللغة الإغريقية القديمة.
تتفجر مياه نبع الفيجة من سفح جبل القلعة: وهو نبع غزير نقي المياه.
ويذكر بأن بعض الفحوص قد أثبتت بأن ماء الفيجة تخلو من الطفيليات والجراثيم وهي من أجود المياه وأكثرها ابتعادا عن مصادر التلوث على مستوى العالم.
المبادرة الوطنية
في عام 1922 بادر لطفي الحفار نائب رئيس غرفة تجارة دمشق إلى طرح فكرة تأسيس شركة مساهمة وطنية لنقل مياه نبع عين الفيجة إلى دمشق. وقد تعاون في هذا المشروع مع شخصيات بارزة من أعيان المدينة منهم:
- عارف الحلبوني، رئيس غرفة تجارة دمشق
- يحيى الصواف، رئيس بلدية دمشق
- فارس الخوري، المشاور القانوني للمشروع
- سامي باشا مردم بك، نائب رئيس دولة الاتحاد السوري
- مسلم السيوفي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق
- أنطون سيوفي، ممثل عن مصرف صباغ وسيوفي
- عطا العظمة، ممثل عن بلدية العاصمة
تم تشكيل لجنة للحصول على الامتياز القانوني باسم “مدينة دمشق”، وبدأت الجهود لتأمين التمويل اللازم للمشروع والذي قُدرت تكلفته بـ 150 ألف ليرة عثمانية ذهبية. ثم تم فتح باب الاكتتاب العام.. حيث تم بيع المتر الواحد من الماء بالتقسيط مقابل 30 ليرة ذهبية.
التنفيذ والتدشين
بعد الحصول على الموافقات القانونية بدأت الأعمال الإنشائية في المشروع عام 1924.
وعلى الرغم من توقف الأعمال لمدة ثلاث سنوات بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى إلا أن المشروع بقي قيد المحاولات حتى تم تدشين المشروع بشكله النهائي في 3 أغسطس 1932، بحضور رئيس الجمهورية محمد علي العابد.
كان المشروع أول شراكة بين القطاعين العام والخاص في سوريا، وهدفه:
((نقل مياه نبع عين الفيجة وتوزيعها على أهالي مدينة دمشق)) مقابل مبلغ سنوي يدفعه المشتركون، مع ربط الاشتراك بملكية العقار بحيث لا يجوز التنازل عنه أو بيعه إلا مع بيع العقار.
التحول إلى مؤسسة عامة
في 7 أبريل 1958، تم تحويل لجنة عين الفيجة إلى مؤسسة عامة بموجب مرسوم حكومي.. لتصبح “المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها” والمسؤولة عن تأمين مياه الشرب لسكان محافظة دمشق وريفها.